كيبوردي العزيز


بسم الله الرحمن الرحيم



حاجته تعصف به

تخدعه

يكون الوهم ملاذا لمطلبه

على أساس يقوده لغيره

رؤية السراب

لم تنقذ الظمآن

” لم يجده شيئا ”

مئات الوجهات نسلكها

نمضي في غير طريقها

مرة تلي أختها

نستعذب حلما من وهم

مهما تصدعت أشداقنا

وجفت أحشائنا

يدفعنا الهوى

ينسينا الألم

نروم الهدف

في غير مرماه

فنسقط

تلفظنا الحياة

قبل اجتياز القنطرة

قنطرة النجاح

” فالبقاء للأنفع “

أو الأجدر

أو الأكفأ

الشيء المؤكد وجوده

مهما تاهت بنا أنفسنا

في طرق لا نعرفها

المساحة البيضاء

المساحة الماسحة للأسى

والألم

وعثرات محاولات

مساحة نحو وجهة حتمية

نحو ” مالك كل شيء ”

”  وجد الله عنده ”

قبل النهاية دائما هناك فرصة أخيرة

اللهم أعفو عنا

(  الفصل الخامس :  فريق الحرب   )


بالطبع الولايات المتحدة تسعى للإعداد لمحاربة إيران تحت غطاء ( السلاح النووي ) وبالتالي لابد من تنفيذ الخطوة المهمة والرادعة وهي ( رفع الملف الإيراني لمجلس الأمن ) ومن خلال العمل النزيه للوكالة الدولية للطاقة الذرية لن تستطيع الولايات المتحدة فعل ذلك إلا من خلال :

إغراء الموظفين فيها بكافة الوسائل للوقوف مع الخطاب الأمريكي .

محاربة ” البرادعي ” ومن معه من النبلاء الشرفاء بشتى الطرق مما حدى بها للتنصت على مكالمات البرادعي تعاونا مع الاستخبارات الإسرائيلية للإمساك ولو بشيء يدينه .

باءت المحاولات كلها بالفشل ليتم إعلان فيينا في سبتمبر 2005 الذي خيب الآمال الأميركية  ، فكان لوكيل وزير خارجيتها ” جون بولتون ” دورا كبيرا في تشكيل فريق الحرب من الحزب الجمهوري المحافظ – الذي وصفه ديفيد هارفي في الليبرالية الجديدة بأن سياسة المحافظين الجدد تشبه سياسة الليبرالية الجديدة – . لقد كان ” جون بولتون ” من أشد الساخرين من سياسة وعمل ” مجلس الأمن ”  وهو المؤثر في صياغة ما يسمى بـ ” السياسة المحافظة الجديدة ” التي تحولت لطريقة ومذهب رسمي في عهد بوش الابن !

” سيكون الغرض من أعمالنا دائما التخلص من خطر معين يهدد الولايات المتحدة أو حلفائها وأصدقائها . وستكون الأسباب التي تقف وراء أعمالنا واضحة ، والقوة محسوبة ، والقضية عادلة ”

عادلة بالطبع بحسب مفهوم بولتون ورفاقه في السياسة الأميركية !

ولكن وجوده في منصب وكيل وزير الخارجية للحد من التسلح بمثابة السخرية من مجلس الأمن فهو جزء لا يتجزء من السياسة الأمريكية إن لم يكن من المؤثرين منها ! لكنه تواجد ليضفي الشرعية على المطامع الأميركية وليهاجم إيران وبشراسة في حال رفع الملف لمجلس الأمن .

وكان من السياسة أيضا دعم المعارضة داخل إيران لإثارة وافتعال الأسباب التي تؤدي للتدخل الدولي ، وللإطاحة بالنظام الحالي أو إشغاله ، كما أن عمل الاستخبارات كما تقدم في الاستخلاصات السابقة لم يتراجع بل تقدم كثيرا ، وكما يقول المؤلف : ( كانت الولايات المتحدة ستزيد من دعمها المالي للجماعات المؤيدة للديموقراطية الغربية ، إضافة إلى العمل مع إسرائيل على زيادة مستوى النشرات المعادية للنظام والتي تُبث نحو إيران ) ص 215 .

ونتيجة للضغوط لم تكن إيران بالطبع دولة يسهل تخويفها لكنها اقترحت بعد تورط الولايات المتحدة القبول بمبدأ ” الأرض مقابل السلام ” بانسحاب إسرائيل من أراضي 67 و قطع الأموال عن الحركات الجهادية ، والحفاظ على الملف النووي السلمي تحت مرأى الوكالة مع تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي وحصرها في مناطق معلومة .

ولكن سياسة ( تغيير النظام ) لا تتمشى مع الاتفاق الذي أظهرته إيران وإن كنت أظنها خطوة ذكية من إيران لكشف الرغبة الأميركية أمام العالم عن حقيقة الدافع الأساس لذلك ! وأن ( المفاعلات النووية التي تم تضخيم أمرها كأنها أسلحة تفوق مفاعل ديمونة في الأراضي المحتلة ) ليست إلا خدعة !

ولأن السبب قد ينكشف بادرت الولايات المتحدة باصطناع واستغلال الأسباب الأخرى التي تؤمن لها تغطية لاستكمال مسيرتها نحو هدفها عن طريق :

التدخل الإيراني في الشؤون العراقية .

الذرائع الأخرى من خلال ( حقوق الإنسان ، حرية التعبير ، التعددية الحزبية … )

لكن هذه الأسباب وغيرها لم تتقوى أيضا لتكون ذريعة قوية نظرا لحقيقة السياسة الأمريكية التي لا ترى الإنسان شيئا وقد انكشفت سوءتها منذ أمد .

ونظرا لأن إيران تتمتع بقوة مصالح مع الصين فهي مهابة أيضا من قِبل الولايات المتحدة والدولة الصهيونية لأن استثمارات الصين فيها قوية جدا وبالمليارات ، وأي تحرك ضد إيران من قِبل الولايات المتحدة سيضر بالصين ، وللصين خط دفاع من خلال سحب التعامل بالدولار ليطيح باقتصاد الولايات المتحدة وكما يقول المؤلف : ( فأي جهد تبذله الولايات المتحدة في عمل متهور ضد إيران ستعتبره الصين هجوما مباشرا على مصالحها الإقتصادية الحيوية ) ص 229 .  كما أن الصين ستتضرر – لكن ليس لحد الهلاك –  في حال تم تدهور قيمة الدولار لما تمتلكه من 600 مليار دولار على شكل مبالغ احتياطية بالعملة الأميركية . ويقول المؤلف : ( الحقيقة هي أن هناك أشخاصا عديدين في واشنطن العاصمة ينظرون إلى الصين على أنها خطر يهدد الولايات المتحدة ) ص 230 .

وأما أعضاء الترويكا الأوربية ( ألمانيا ، بريطانيا ، فرنسا ) فكل دولة لها أسبابها التي تجعلها في حالة اضطراب  بين المصالح مع إيران والاستثمار من خلال تثبيت قوة الاتحاد الأوربي في الشرق الأوسط ، وبين المصالح مع الولايات المتحدة ودولة الاستعمار الصهيونية :

ففرنسا وبريطانيا وألمانيا يجمعهما هدف مشترك ضد دعم السياسة الأميركية ، و إنعتاقا من التبعية لها في ذلك ، ولكن الاضطراب والازدواجية من خلال الدعم للمصالح الذاتية كان مفرقا لدول الترويكا فألمانيا تحاول التكفير عن خطيئة ( الهولوكست ) لا إحساسا بالذنب لكن من خلال الأعباء المترتبة على تلك الاتفاقية التي سبق ذكرها في تلخيص كتاب ” صناعة الهولوكست ” والتعاونات القديمة التي تعتبر من آثار تلك المكفرات لخطيئة الهولوكست التي قوت دعائم التعاون الاقتصادي الألماني – الإسرائيلي في مجال الصناعات في طهران قبل سقوط نظام الشاه .

ففريق الحرب لم يتم تكوينه على النطاق الدولي لكنه تكون داخل أروقة مرافق السياسة الأمريكية ، وأما الدول التي تحتاجها الولايات المتحدة لم تصل المراجعات ولا المفاوضات ولا الاتفاقات لشيء يعلن عن قصف إيران ! فكان من بوش أن أرسل رسالة لـ ” مجلس الأمن ” عن طريق بولتون كما يقول المؤلف مختتما الفصل بـ : ( لم تكن توجد إشارة أقوى يمكن أن يرسلها بوش من تعيينه في الأمم المتحدة رجلاً ظل يسخر علانية من هذه المنظمة الدولية طوال حياته المنهية . كان الهدف بسيطاً ؛ تعيين مندوب جدّي سيدفع بعدوانية أجندة بوش في مجلس الأمن ، بما في ذلك الدخول في مواجهة بشأن الموضوع الإيراني عندما تحيل الوكالة الدولية تلك القضية أخيرا إلى مجلس الأمن . والسبب هو أنه عندما يتعلق الأمر بقضية إيران ، لم يكن لدى إدارة بوش سوى هدف سياسي وحيد ألا وهو تغيير النظام مهما يكن الثمن ) ص 237 .

ملاحظة : هذا تلخيص بحسب الفهم يعني ما رجعت للكتاب جبت اللي فهمته وحطيته فالخطأ ينسب لي .

بسم الله الرحمن الرحيم

.
.
.
.
.
.
.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

علاقة بين ثمار الجنة وموقع تحميل !


الجنة بالطبع فيها مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر

أو كما قال – صلى الله عليه وسلم – ، وقد ورد من صفاتها أن الفاكهة تؤخذ منها وترجع كما كانت ، بحيث أن الثمرة تبقى وهذا لا شك مخالف للعادة المعتادة في حياتنا الدنيا . ونسأل الله من فضله

لكن مما خطر على بالي أثناء تحميل أحد الملفات أن الملف بالرغم من أنه واحد إلا أنه عن طريق التحميل يمكن استنساخه ، فالملف التعامل معه ليس كالدنيا بحيث أعطيه لشخص والشخص يعطيه لآخر ، وحتى استنساخه لا يسلك سلوك التحميل في المواقع إنما يحتاج لأدوات وعدة وغيرها .

وأما الملفات كما نرى في النت فيمكن تحميلها ألف مرة بدون أن تزول النسخة الأصلية إلا من خلال حذفها من قِبل المستخدم أو الموقع المستضيف ، وهذا يعطينا نقطة تفكير وتذكير فيما في الآخرة من نعيم لا ينفذ ولا يبلى .


” وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون

فسبحان الله الخلاق .


رضي الله عن أم المؤمنين أمنا عائشة ابنة الصديق – رضي الله عنهما – حينما قالت “ لقد قف شعر رأسي

سبحان الله العظيم سبحانه

(  الفصل الثالث : المهدّئات القوية   )

من ك : استهداف إيران

لـ سكوت ريتر

ط : 1 . 1428هـ – 2007 م .


” فانبجست منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم ، كلوا وأشربوا من رزق الله ولا تعثوا في الأرض مفسدين ” أول شيء خطر ببالي لتلخيص ما فهمت من هذا الفصل ، فضرب موسى – عليه السلام – للعصا في هذه الحالة هو فتح أبواب الرزق ، بينما ضربه للبحر هو فتح باب نجاة يعقبه باب هلاك .

العصا نفس العصا لكن الضربات اختلفت مقاصدها ! هكذا كانت التكنولوجيا النووية ، باب خير ورزق ، وباب نجاة ، وباب إهلاك أيضا .

يحق للدول أن تمتلك التكنولوجيا النووية لتوفير الطاقة المهم توفيرها ، ولأن هذه التكنولوجيا قد تنحى بمن يمتلكها نحو فتح باب النجاة ( الحماية من المعتدين بوجود السلاح القوي ) فهي أيضا قد تنحى لفتح باب ( إهلاك للغير ، واستجلاب هلاك الطغاة ) .

عصا موسى – عليه السلام – كانت برهانا لمعاينة الحق من قِبل السحرة ، لكنها كانت في عين من لا يريد الحق دليل إفساد واستجلاب للطغيان ! وعصا موسى – عليه السلام – هي مجرد مثال رمزي لتوضيح ما أنقدح في الذهن بعد عون الله وتوفيقه .

أمريكا ( فرعون ) تريد أن ترى كل شيء إما خاضعا لها ، أو لا ند لها ومن يتراءى له أن يكون فقط معارضا فهو إذن في سبيل المُهلكين ! فلغة فرعون المتعالية تتجلى في رؤيتها للتكنولوجيا النووية الإيرانية ، وبالطبع ليست إيران بنزاهة عصا موسى – عليه السلام – !

لكن أمريكا ترى في إيران  بعض السحر وتكون من مجموع العصيّ المسحورة المتحولة لحيات ، فهي قطعة خشب مفيدة لكنها بفعل إيران ستتحول لحية متصورة .

هكذا تتدخل أوربا للتهدئة دعما لمصالحها السياسية وليست قطعا كمؤمن آل فرعون – رضي الله عنه – بل تأخذ منه تشبيها في جانب التهدئة ، فهي تحاول أن تبين أن إيران قد تكون صادقة ، ولكن أمريكا لا تريد إلا أن تري هي وربيبتها إسرائيل ( هامان ) إلا ما ترى ، فهي تريد أن تكون إيران دولة تمتلك أسلحة نووية ونظام الملالي نظام إرهابي يدعو إلى الإفساد في الأرض .

وأثناء حرب العراق تنشغل أمريكا بمعضلتها ليفتح المجال لأوربا بتوقيع اتفاقيات للتعاون مع إيران ، وتنتهي جولة الـ 9 أشهر باتفاقية طهران بين إيران و ( بريطانيا ، ألمانيا ، فرنسا ) التي تتنازل فيها إيران كثيرا من أجل تحقيق المصالح المشتركة وأحقيتها في امتلاك تكنولوجيا نووية سلمية .

قبل ذلك تتكشف بعض الحقائق عن طريق الاستخبارات الإسرائيلية التي تستخدمها في تحريض الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمسائلة طهران ، ولتغطية هذا التعاون تكون اللجنة الإيرانية للمقاومة هي نقطة البث قبل لقاء مبعوثيّ الوكالة بالإيرانيين ، لتتم المسائلة عن صحة تلك المعلومات .

وترضخ إيران أخيرا للإفصاح عن كافة الخروقات التي كشفت جولات التفتيش عنها ، عن وجود تخصيب لليورانيوم ، لكن حتى تلك الخروقات لم تثبت أن إيران لديها مواد مكونة لقنابل نووية ، فقدرة التخصيب لم تصل لـ  درجة  اليورانيوم المستخدم في الأسلحة النووية .

ولازالت أوربا في دور العازل بين الولايات المتحدة وبين طهران ، وتارة تستجيب لضغوطات الولايات المتحدة وتارة أخرى تحاول المدافعة .

ما سبب دخول أوربا في الصراع ؟

ارتفاع الأسهم السياسية لبريطانيا التي دعمت غزو واحتلال العراق والدول التي وافقت الولايات المتحدة على الاحتلال ، دفع بأوربا القديمة ( الغربية ) إلى إيجاد فرصة لتثبيت قدمها وإبراز صورة الاتحاد الأوربي المتهالك من الفساد الداخلي عن طريق تقوية الإصلاحات الداخلية وتوحيد الهم السياسي ، فاللعب في الأماكن الساخنة هي الطريقة المثلى لتقوية الاتحاد الأوربي ، فالشرق الأوسط هو نقطة الارتكاز وترموميتر لقياس قوة النفوذ !

لذلك لا غرابة إن قاتلت أمريكا وربيبتها من أجل رفع ملف إيران لـ ” مجلس الأمن ” لتبدأ تنفيذ العقوبات ! وبالطبع كان لأوربا دور ” مهدئ قوي ”  ولكن هل سيستمر تأثير هذا المهدئ أو أن العاقبة للصداع ؟

ملاحظة : هذا تلخيص بحسب الفهم يعني ما رجعت للكتاب جبت اللي فهمته وحطيته فالخطأ ينسب لي .

(  الفصل الثاني : المفتشون  )

” مسمار جحا ”  الذريعة الصغيرة جدا للسيطرة على أسوار البيت !

الاشتباه بوجود ” نشاط نووي ” يعتبر مسمار جحا العصر ، لكن مسمار جحا كان حقيقة مشاهدة وأما ذريعة العصر لم تكن إلا وهما غاية حجته ما تقوله ” كوندليزا رايس ” بأنهم لا ينتظرون إثباتا ودليلا حقيقيا يتمثل بـ ” سحابة على شكل فطر ” تعني ناتج تفجير قنبلة نووية !!!

المفتشون فريق من العاملين في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، يترأسهم في تلك الفترة المضطربة إبان غزو العراق ، الدكتور ” محمد البرادعي ” ، قد يعتبره البعض مجرد مدير لتلك الوكالة ، لكن إن كان في هذا العصر من رجل عربي يمكننا الافتخار به قد جمع بين الحنكة السياسية والمعرفة بالسياسات الغربية والثبات على الأخلاقيات الرفيعة فيستحقها هذا الرجل المصري العربي المسلم ” محمد البرادعي ” !

تتعاون الاستخبارات الإسرائيلية بشكل مكثف مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لما تمتاز به استخبارات دولة الصهاينة من نفوذ في تلك الدول ( إيران و العراق ) وتقدم معلومات دقيقة للغاية ، تفيد الوكالة ، وتطرح أمامها إمكانيات تحليل المعلومات و تسخير خبراء في تحليلها لخدمة الوكالة ، وهذه الشفافية من قِبل الاستخبارات الإسرائيلية تبسط نفوذها على الوكالة بحيث تتعرف على الشارد و الوارد .

تهدف إسرائيل ( دولة الصهاينة ) للإطاحة بنظام إيران الحالي ، وتهدف الولايات المتحدة للإطاحة بالنظام العراقي ورئيسه ” صدام حسين ” ، تولي دولة الصهاينة الهم الأكبر لـ إيران ، وتتجاهل الولايات المتحدة النشاط الصهيوني في الداخل الأمريكي وحتى من قِبل الوفود الصهيونية للولايات المتحدة

تكثف دولة الصهاينة جهوده وطرقها لتسريب المعلومات وتلفيق كثير منها للتحذير من النشاط الإيراني النووي ، فتتخذ من ( لجنة إيران الديموقراطية ) – المسمى الحديث لرواد حركة ” مجاهدي خلق ” الإرهابية – بناء على تصنيف الولايات المتحدة – سبيلا للحشد الإعلامي ضد إيران ، فعلى بعد أمتار من البيت الأبيض في واشنطن يقام في فندق مؤتمر صحفي لهذه المنظمة لشرح الخطر النووي الإيراني !

وفي نفس الوقت يحشد الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية ” ريكر ” الكلمات التي ينظمها لتعد خطابا سياسيا لتسويغ العزم على ضرب العراق ، الممثل للنظام الإرهابي بقيادة ” صدام حسين ” !!! صدام حسين ذاته الذي دعم ذات المنظمة ” مجاهدي خلق ” ! ويتم احراج الناطق الرسمي بهذه المقارنة لكنه يراوغ كما هي عادة الثعالب !

وقبلها يقدم البرادعي رؤيته الحقيقية التي تثبت أن العراق بلد خالٍ من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل ، وينقض كل المزاعم والأكاذيب الملفقة لإثبات وجود نشاط نووي أو أسلحة جرثومية أو كيميائية أمام مجلس الشيوخ ، وينقض كل الدعاوى ! لكن هذا لا يهم لأن ما تريده السياسة الأمريكية يحتاج لأدنى المزاعم غير الحقيقية لتمرير الخيار العسكري .

ويتم طرد مفتشي الوكالة لا مِن قِبل العراق بل من قِبل الولايات المتحدة قبل يومين من الغزو للعراق ! الشهود الذين أدلوا بشهاداتهم المزيفة على رأسهم ” د . خضر حمزة ” كانوا سببا كافيا لغزو العراق ! رغم أن حسين كامل – صهر صدام حسين – الفار من العراق نفى أي نشاط لبرنامج نووي وأشار إلى كذب واحتيال ” خضر حمزة ” !

هكذا يتم إيجاد التهمة وينبغي عدم التحقق منها وليس التحقق منها ذا قيمة ويتم الحشد الإعلامي في كافة وسائل الأعلام عن الخطر العراقي وأسلحة الدمار الشامل ، و تعود الأيام لتكرر نفس السيناريو لكن مع إيران ! إيران التي فتحت أبوابها لمفتشي وكالة الطاقة الذرية بالرغم من أنها لم تكن من الدول التي وقعت على اتفاقية ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية ! ورغم ثبوت البراهين التي تجعل جميع ما تقوم به إيران واضحا وشفافا إلا أن التصاريح الإيرانية يتم تأويلها وفقا لما ترغب به السياسة الأمريكية ، ليقول مؤلف الكتاب : السياسة تتغلب على الحقائق  !!!

تريد أمريكا رفع ملف إيران النووي لمجلس الأمن – لأنه في جيبها – لتقدم بعد ذلك الخيار العسكري أو استخدام أساليب الإضعاف بالحصار الاقتصادي ! في حين أن باكستان والهند تنتجان أسلحة نووية ولكن لا قيمة لذلك ، ولا ننسى إسرائيل . لكن السياسة هي التي تحرك المسائل وليست الحقائق .

ويعود المفتشون كلعب يتم تحريكهم فقط لكسب الوقت ولإثبات المزاعم أما نفيها فليست مهمتهم !!!

بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
.
.
.
.
.

مستخلص مما قرأت

( 1 ) استهداف إيران : حقيقة الخطط التي يُعدها البيت الأبيض لتغيير النظام

لـ سكوت ريتر : كبير مفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة في العراق في الفترة الواقعة بين عامي 1991 و 1998 .

,,,

( المقدمة + الفصل الأول أزمة مفتعلة في إسرائيل )

قبل سقوط نظام الشاه في إيران وتحديدا أثناء الحرب العراقية – الإيرانية كان لإسرائيل نفوذ قوي في إيران ، ودعم مستمر للتمرد الكردي شمال العراق ، وبعد انتهاء الحرب كان للمعاهدات بين حكومة الشاه والدولة الصهيونية استمرارية حتى إنها بعد سقوط النظام الإيراني عام 79 تضررت الدولة الصهيونية لتعلق ديون بلغت 5 مليارات وساهمت في تعويضها من خلال تصدير الأسلحة لإيران مقابل تيسير وصول اليهود المهاجرين للأراضي المحتلة .

وقد كان للدولة الصهيونية ( إسرائيل ) دور في تخليص رهائن السفارة الأميركية في إيران عام 79 أشار إليها المؤلف وذكر أن لها صدى كفضيحة ولم يفصل . وقد تم بناء مفاعل نووي لتزويد إيران بالطاقة النووية أثناء حكم الشاه من قِبل شركة ألمانية ، وبعد اندلاع الثورة في إيران أشار رؤسائها بأن هذا المفاعل يعارض الإسلام لكن بعد الحروب وأحداث لبنان 82 احتاجوا لتغيير رأيهم وضغطت الولايات المتحدة على ألمانيا لمنع استكماله ، وكذلك على الدول الأخرى كالصين .

أثناء تفكك الاتحاد السوفييتي لجئت إيران للسوق السوداء لشراء تقنيات الصواريخ واستكمال طموحها النووي ، كان لها أيضا تعاون مع كوريا الشمالية من خلال شراء الصواريخ ومن ضمنها ( شهاب3 ) لكن كوريا لم ترى بيع تكنولوجيا تصنيع الصواريخ لذلك وصلت لهم تلك التكنولوجيا عن طريق السوق السوداء .

النفوذ الإسرائيلي ( المسمى الزائف لدولة الصهاينة ) في إيران والعراق و وجود 50 ألف مواطن من أصل كردي مكّن دولة الصهاينة من تقوية جهاز الاستخبارات لديها والجاسوسية بقوة وبدقة عالية جدا ، وأثناء حرب الخليج 91 كان لما يسمى بـ ( قلعة الجليد ) حضور إسرائيلي قوي ، وكذلك للمعلومات الإستبخاراتية الصهيونية قبل أزمة الخليج وبعدها ، و عندها كانت دولة الصهاينة جنبا إلى جنب مع الولايات المتحدة إلا أن الولايات المتحدة بعد غزو العراق وحشد قواتها في السعودية واتخاذها مركزا في الرياض وبعدما أقامت التحالفات مع دول المنطقة وحينها بدأ صدام حسين بضرب دولة الصهاينة وثارت ثائرتهم لكن الولايات المتحدة أمرت بضبط النفس ، ولم تيسر لإسرائيل الرد الانتقامي على العراق وهذا ما زعزع الثقة بين الدولتين .

كان للخيانة الأمريكية لدولة الصهاينة أثرها المترتب على السياسة الإسرائيلية التي بدأت بتشكيل أذرع للتأثير أكثر من كونها ( حليف وصديق ) – أي الولايات المتحدة – فجاهدت باستمرار بالتأثير عن طريق منظمات في داخل الولايات المتحدة وعن طريق التعاون المبني على المصالح بينهما ، وكان للمنظمات اليهودية ( اللوبي الإسرائيلي ) ممثلا بإيباك دعما قويا نافذا لـ ( لجنة إيران الديمقراطية ) التي هي أساسا تشكلت من منظمة ” مجاهدي خلق ” المدرجة ضمن القائمة الإرهابية والتي كان لها دور الذراع العسكري الذي سلطه صدام حسين على الأكراد وكان قد فتح لهم الإمكانات داخل الأراضي العراقية من تدريب وتأهيل عسكري واستعمال أثناء الحرب الإيرانية العراقية ، وبعد سقوط نظام الشاه فر زعيمهم إلى خارج البلاد .

نفس جماعات الضغط الصهيوينة هي التي أبرزت الجلبي وكان الممول للمعلومات عن الأسلحة الخطيرة المزعومة لدى العراق ، والذي مثل التغطية لإسقاط النظام المعادي لأمريكا بدعوى ( أسلحة الدمار الشامل ) ، نفس السيناريو الآن يتكرر لكن بتغطية صهيو-أمريكية عن طريق ( لجنة إيران الديمقراطية ) للتدليل بوجود نشاط نووي إرهابي إيراني لإسقاط النظام الحاكم فيها !

القلق الصهيوني الأمريكي من إيران نتيجة لعبة القوى التي تتنازع المنطقة ، فمن المهم أن لا تنشأ قوة في الشرق الأوسط تنازع سلطة الولايات المتحدة ، ومن المهم أن لا يكون لإيران دور يهدد دولة الصهاينة من حيث دورها الذي تلعبه في الشرق الأوسط ومدها القوي لتمرير المصالح من الدول الحليفة ، فوجود إيران كمنافس ، وكذلك كقوة مسيطرة سيضيع الكثير من مصالح دولة الصهاينة ويضيع الكثير من مصالح ونفوذ الولايات المتحدة .

إيران خطرها ليس في أسلحتها إنما في كونها قوة ، وإلا فالمفاعلات النووية تم بنائها من عهد الشاه ، والأزمة مع ايران تغطيتها مفتعلة فهي لدى الداخل الصهيوني ( إيران الأصولية الإسلامية الداعمة لحزب الله وحماس الراعية للإرهاب التي تريد ابادة جماعية تلحق بإسرائيل ) وفي الخارج الصهيوني يتشابه الخطاب . وأما في الولايات المتحدة فهو ذات الخطاب الموجه للخارج والداخل قبل غزو العراق واحتلاله لكن مع تغير مسميات البلدان .

إذن هي أزمة مفتعلة هدفها قديم وهو إزاحة النظام الإيراني .

ملاحظة : هذا تلخيص بحسب الفهم يعني ما رجعت للكتاب جبت اللي فهمته وحطيته فالخطأ ينسب لي .

 

التهيئة بالمحبة

 

 

 

قد يحرص البعض على تهيئة البيئة من حوله لمحبته تحسبا للأيام القادمة التي يُعد لها ، هذا عمل حسن وجيد وسيخدم لكن لا يكون مقصدا ، بل ربما ينقلب أشد الناس محبة إلى أشد الناس عداوة !

 

ذلك أننا قد نتعلق بتدابيرنا ونتغافل عن أشياء كُثر هي أقوى على إعانتنا بعد فضل الله لسلوك السبيل الذي أردناه كـ التعلق بالحق وحده ، تهيئة البيئة مع عدم الأمن لذلك ، التأكد دائما بالحقيقة الحتمية وهي أنه ماجاء أحد بالحق إلا وحورب ، حتى من جاء بالباطل فسيحارب !

 

مثل قصة أبي لهب عم النبي صلى الله عليه وسلم فقد أعتق جاريته ثويبة فرحة بمولد النبي صلى الله عليه وسلم لكنه أول من حارب النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي خُلد ذكره في القرآن بالسخط عليه من الله ” تبت يدا أبي لهب وتب … ” .

 

والسبيل هو دائما التعلق بالله ودعائه ودائما التقوي بالتقوى .

 

 

أكثر ما يثيرني هذه الأيام للكتابة هو برنامج ” السائحون ” للشيخ : صالح المغامسي

جميل بالفعل .  

 

السبت  8 / 9 / 1430هـ  

 

” سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ”

 

 

تكلم اليوم الشيخ ” صالح بن عواد المغامسي ” حفظه الله عن قصة ابن نوح عليه السلام وكالعادة الكلام مؤثر جدا ، وينفذ للقلوب بقوة ، إلا أنه أرسل رسالة لاستشكلات قديمة في نفسي ، عندما قال أن ابن نوح عليه السلام ظن أن ما حصل من انهمار الماء وتفجره في الأرض أمرا طبيعيا اعتياديا فقال ” سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ” ، فكان جواب نوح  -عليه السلام ” لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم … ” .

 

هذه الآية قد توحي في النفس بمعنيين عميقين :

الأول : أن الأمور الاعتيادية رحمة من الله ، والسنن الكونية رحمة من الله حتى يعرف الناس كيف النجاة من المهالك ، وكيفية استجلاب المنافع ودفع المضار .

الثاني : أن الأمور الاعتيادية ليست إلا من أمر الله ولا يغيرها إلا أمر الله ، وفي هذا درس عميق لنا في هذه الحياة ، قد نقيس مشاريعنا عند التخطيط على نتائج مشاريع غيرنا ، فمن أراد مثلا خط طريقا صعبا لنفسه فهو يستجمع كل النماذج التي تعطيه إما دافعا أو مثبطا ، وقد لا يكون جمعه صحيحا وسليما ، ولكنه يأخذ الأقرب لنفسه من ناحية تكوينه النفسي إما ” تفاؤلا ” أو ” تشاؤما ” !

هذا الشخص يرضى بأن يكون تبعا لغيره في التجربة ، لا أن يكون هو نموذجا مستقلا ناجحا فيفتح على نفسه بابا من الخير بفضل من الله وتوفيق بعد قوة التوكل على الله وقوة الأخذ بالأسباب ، ويفتح لمن بعده بابا لسلوك مسلكه ، لأن النماذج المستقلة قليلة لكن النماذج المكررة هي التي تتكاثر دائما .

 

من كانت لديه عقبات وصعوبات مهما بلغت ومهما كلفت من وقت وجهد وكان باستطاعته أن يرتقي بنفسه كنموذجا قاهرا بفضل من الله وعون للصعاب والعقبات فهو مجاهد في صدر التاريخ يستحق التخليد ، وأن تكون حياته ثمرة كفاح يستحق الخلود ، ذلك أن الأمور الاعتيادية ليست دائما سننا ثابتة لا يمكن تغيرها ، فالنماذج من النجاح والاخفاق هي نماذج تجارب وليست نماذج ثبات كـ ( سنة الموت مثلا ) .

 

لذلك أقوى تحدٍ ممكن أن يحفزنا هو أن نكون نموذجا للاقتداء لم يتكرر من قبل ليشق طريقا لم يشق من قبل ، وأن يسهل الصعاب بعد استعانة بالله وقوة في الكفاح ، فيرد أمرا اعتيادا هو من أمر الله بسبيل سلكه مجاهدا فهداه الله اليه ” والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ” .

 

الله خلقنا مختلفين ، زمانا ومكانا وجسدا وروحا ولغة وثقافة ودينا بحيث لا نتكرر ويشق كل منا الطريق الذي أمامه وإن لم يسلكه لن يسلكه غيره بل سيتراجع ليخطو في إثر خطى غيره ككثير مثله فيكونون عيالا على غيرهم إما خيرا أو شرا ، وأن يتخذ كل منا شعاره في الاقتداء وهو الاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم – وبكل حسن يحيط بنا يمكننا الاقتداء به ، لكن ليس المماثلة ، فالأول محال وإلا كنا خيرا من النبي – صلى الله عليه وسلم – وحاشا ذلك ، والثاني هناك كثير من الناس قد يوفقنا الله لأن نكون خيرا منهم فلماذا نرتضي الكسل والخنوع ؟

 

وبإمكاننا الجمع بين النماذج المتكررة وبين النماذج الجديدة في أنفسنا من خلال انتخاب الأفضل ، فلم تكن لغة قريش الأفضل إلا لانتخابها أفضل ما تجده في لغات العرب الأخرى فكانت لغة القرآن التي هيأها الله لأن تكون هي لغة قوم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – .

 …

 

… … … تتبع بإذن الله عندما يتسع الذهن ويصفو .

الخميس  6 / 9 / 1430هـ  

سِخْرِيّا أو سُخْريا

 

عندما علّق الله التفاضل بالتقوى أرسى معنى العدالة ، علّقه بمقياس غيبي لايستطيع أي أحد أن يبصره ولا أن يزن فيه ، لذلك فالكل سواسية لافرق بينهم اطلاقا ، ولا يملك أحدا أن يفاضل بين الناس بمقياس يعممه بناء على ذوقه أو هواه .

 

كل المقاييس تحمل معها قدرا كبيرا من الظلم ليس للخاسرين من خلالها فقط بل حتى الرابحين من خلالها ، فهي تحمل معهم ظلم المفاخرة والمباهاة ، رؤية نعم الله وكأنها أملاك مُستحقة يورثونها من شاءوا ، بابها مغلق لا يدخلها إلا من يشاءون بزعمهم !

 

تبسط هذه المقاييس بظلالها على المجتمع فتعطل الاجتهاد والتطلع لتقديم النماذج الأكمل ، لأنها حصرت النموذج الأكمل في عرق ما ، في جنس ما ، في طبقة ما ، في قِطر ما … لم يعد مقياس الإصلاح والكد من أجل ذلك هو الأعلى بل صار تبعا لميزان آخر !

 

أما الفئة المغلوبة على أمرها ممن لم ينخرطوا تحت الفئة الرابحة دائما لا بعملها بل بما أورثه لها الآباء والأجداد فهذه فئة لا طريق للخلاص إلا بالتبعية للأسياد وقد تحصل لهم المساواة أو التفوق عندما يتم تحصيل القيمة التي فرضها الميزان كالثراء مثلا في عالم الأثرياء ، والبعض لا يمكن أن يتحصل على نطف من ربح لأن الميزان لا يسمح له بذلك كـ النسب مثلاً .

 

كل تلك التصنيفات لاتثبت للأبد بل هي في قدر التاريخ يغلي بها الزمن تارة فترتفع ، ويغلي تارة فتنخفض ، ولا يبقى شيء من أهل الميزان الرابحين أو حتى الخاسرين ، والخاسرين بفعل المقياس وأيضا بفعل رضاهم بالمقياس الذي ظلمهم ولم يكن ثم مدافعة ، كل شيء سيذهب ويبقى الأثر الممتد الذي لا يحصله إلا القلة – نسأل الله من فضله – ، فإن بقي فقط النسيان لهم فنعمة والحمد لله ، وإن امتد معهم خيط من ظلم رؤي أو لم يرى فنسأل الله أن يغفر للمسلمين والمسلمات جميعا .

 

كل تلك المفاضلات بـ المقاييس الأرضية هي ليست اصلاحا إنما اظهارا للناس مردها كلها حب الظهور ، حب التعالي على الخلق ، ونسيان نعمة الله ، فيه الحس الشيطاني الذي وعد به ابناء آدم ” أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين … ” !

 

لو نتأمل أكثر نجد أن أكثر الناس وأكثر الفئات لديهم مميزات ، منهم من لديه ميزة في النسب ، ومنهم من لديه ميزة في المال ، ومنهم من لديه ميزة في الطبع ، ومنهم من لديه ميزة في الخلقة ، ومنهم من لديه ميزة – حاليا – في البلد ، ومنهم من لديه ميزة في العلم ، سنجد أن الأكثرية لديهم ما يتميزون به حقا . لذلك لو أتخذ كل منهم ما يتميز به سبيلا للتفاخر فمن سيبقى ليُعمر الأرض ويحفظ الأمانة !!!

 

كل منا لديه ما يفتخر به – إن رغب – من الخصال التي تكون لدى الناس ربحا ، نلجأ لها عندما نكون ضعفاء ، عندما يسيطر علينا الحس العام المحيط بنا فنكون عبيدا له ، لا نستطيع أن نتكلم بالحق ونصدع به في وجه من ننتمي إليهم لأننا نضع أنفسنا جزءاً لايمكن انفصاله عنهم حتى في الباطل !

 

أتذكر الآن هجاء حسان بن ثابت – رضي الله عنه – وعندما قال سأخرج النبي – صلى الله عليه وسلم – من الهجاء كما تخرج الشعرة من العجينة – أو بنحوها – ! لم يخرجه بنسبه فالنبي – صلى الله عليه وسلم – منهم بل أخرجه بما أكرمه الله به من الحق وذمهم على باطلهم ، فكان هجاءه صوابا عندما قصد الهدف الصحيح .

 

يالعظمة القرآن كلما رأيت شيئا ازعجك كلما وجدت في القرآن ما يشفي الغليل ” قال إنما أوتيته على علم عندي … ” ! فالتجبر على نعمة الله بالتفاخر ظلم ” ويكأنه لا يفلح الظالمون ” ، والتواضع والخضوع لله وأن كل نعمة من الله ليس بالقول فقط بل بالفعل أيضا هو سبيل الفلاح ، فالنبي – صلى الله عليه وسلم – حاز المجد والفضل وكل المميزات ومع ذلك لم يقل أنا ما أحب التفاخر قولا ، ولا أحب التمييز بين الناس قولا ، بل مارسه عملا حقيقيا ، كان حِبُّ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – زيد بن الحارثة وابنه أسامه – رضي الله عنهما – والمرأة التي ذهب خليفتي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لها بعد وفاته – صلى الله عليه وسلم – لتذكره هي أم أيمن الأمة السوداء !

 

كان زاهر من البادية رجلا دميما ، يأتيه النبي – صلى الله عليه وسلم – من الخلف فيضمه ويعرضه للبيع مداعبة ، فينطلق زاهر – رضي الله عنه – ذاما نفسه ، لكن الرسول – صلى الله عليه وسلم – ينبئه بالبشرى ” ولكنك عند الله لست بكاسد … ” أو كما قال – صلى الله عليه وسلم – . والمشاهد أعظم وأكثر من ذلك بكثير .

 

ان مطالعة النتائج المترتبة على المقياس الحقيقي وهو ( التقوى ) الخفية وبناء على ذلك المساوة بين الخلق ، والتفضيل بناء على ما يظهر من صلاح في الدين والخُلق هو الباعث الحقيقي لإعمار الأرض وإصلاحها ، و هو مجلب الخيرات و النعم وهو المسلك الحقيقي للعدل ، ولكن المقاييس الأخرى متى سادت فإنها أسس ودعائم الظلم !

 

النعم وضعت للشكر ومن شكرها التعامل معها مثلما أراد الله ” ليتخذ بعضكم بعضا سخريا … ” و لكن الانسان حقا يطغى ، لذلك ما ألذ الفقر وأعذبه – أعني فقر النفس – إلى الله والتنزه من الغنى الوهمي فهو يقسي القلب ويزرع الكِبر ، وكم من شخص حاز الأموال لكنها لم تُعبده فكان أفقر الناس إلى الله وأغناهم عن خلقه وأكثر أداء لشكر النعمة ، وكم من فقير لا يملك شيئا قد امتلئت نفسه بالطغيان والتجبر والتكبر . فالأمر كله يعود إلى المضغة – اللهم أصلح قلوبنا – ، والدنيا فيها عوارض قد تخرج هذا المكنون وقد يحفظنا الله من الافتتان من هذه العوارض لعدة أسباب لعل من ضمنها دفع الفتن والمصائب بالصدقات ، وهي يسيرة ومقدور عليها إن شاء الله من كل أحد حتى ولو صدقة بكلمة طيبة أو ابتسامة .

 

 

 

 

 

 

الأربعاء 5 / 9 / 1430هـ  

 

التقوية

 

الله يريد منا أن نكون أقوياء ، أن نكون صالحين ، يدعونا للجنان ، ولأن الجنة حفت بالمكاره ، فلابد من أن يستعد الفرد منا لأن ينال منها على مقدار قوته في مواجهة هذه المكاره .

 

أحيانا يخيّل إلي أن الحزن ليس حقيقة مكينة لا يمكن مدافعتها بل هي رغبة ، أو حالة تتمكن عندما تجد بيئة تُمكنها ، عندما تتقوى هذه الروح فإنها تتقوى وتتمدد نحو الأعلى شامخة كأنما أحاطت بالدنيا وفاقتها لتغلبها ، مهما كانت المصائب والبلايا ستصمد بإذن الله لأنها تأوي إلى ركن شديد ، لأن الغاية والهدف واضحين ، ولأن جزئها الأكبر أو كلها يستمد قوته من تعلقه بالأكبر والأقوى والأعظم سبحانه .

 

وعندما تُخلد للأرض بأي شكل كان ستكون ضعيفة ويتمكن منها الحزن ، والذبول ، والألم ، حتى لو كان إخلادا إلى شخص عزيز بفقده تنكمش الحياة وتسود وتتوه كل الصور إلا صورة الألم ، لن تتخطى النفس تلك الدوامة إلا إن علمت أنها قد أخلدت إلى ضعيف ، حتى نفسها وثقتها ومعرفتها بقدرتها لن تغنيها سيأتي يوما تكون كلمات الثناء كالمؤشر الأخضر في سوق الأسهم ، وكلمات الذم كالمؤشر الأحمر ، وتخسر النفس قيمتها الحقيقية وتبحث عن نفسها في كلمات القائلين والمثنين !

 

لذلك لابد لكل منا أن يقوي نفسه بالطريقة الأصلح والأجمل والأفضل حتى لا يظهر ضعفه واهتزازه إلا للذي يعلم السر وأخفى ، بل يعد التذلل بين يديه خير السُبل لتقوية الذات ، وتقويتها ليست مقصدا بل هي وسيلة للوصول للمقصد الأعظم رضى الله سبحانه وتعالى .

 

تذكرت كلاما للشيخ : صالح المغامسي – حفظه الله – من أن الله أبتلى النبي – صلى الله عليه وسلم – ابتداء بيتمه ثم وفاة جده ثم وفاة زوجته خديجة – رضي الله عنها – و عمه ، ومن ثم إخراجه من أرضه وإبعاده عن قومه ، وموت أولاده كل ذلك لتخليصه من التعلق بالدنيا !

 

نعم التعلق بالدنيا هو مصدر الضعف الأقوى ، التعلق بامتلاك كثير مما فيها ، التعلق في الحياة  وغياب المقاصد عن الغرض من الحياة وأن تعلقنا بها ينبغي أن يكون لأنها السبيل ” وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا ” نصيبك الذي يوصلك لغاياتك لرغباتك إلى حيث الدار التي لا خوف ولا هم ولا غم ولا حزن ولا فقد ولا ضعف ولا تبدل و فزع ولا سوء ، دار السلام .

 

والبعض يعد الطريق الأمثل لطرد التعلقات الدنيوية في التجهم والنكران للناس ، والتخلي عن اعمار الأرض ، كلا لم تكن المقاصد تُعمر بالإهمال ، فمقصد التعلق بالدنيا لأنها وسيلة للدار الآخرة لا يعني إهمال الإعمار ، بل إعمار الأرض وسيلة لإثبات هذا المقصد العظيم ، فمن مضى قد جرب ما جربناه من ملاذ الحياة الدنيا لكنه كان يتخلى عما فاق ما لدينا لأجمل مقاصد وعيها وعرفها فخلف علمه وفكره وأثره في البنيان .

 

وتحقيق هذا المقصد من التخلي عن الدنيا لا يعني التخلي عن محاسن وهبها الله للإنسان من الجمال الروحي أولا – وهو الأهم والمقدم – والجمال الخارجي . فأسوء الناس إعلانا عن مقصد أو مبدأ يؤمنون به هم المتجهمون المبتذلون إنما سكنت أرواحهم صوراً قاحلة أفرزت قبحا خارجيا خُلقيا وخُلقيا ، وانتزعت البسمة لأن أرواحهم بائسة لا حياة فيها . كيف يستشف الإنسان من الصحراء معنى الري !!!

 

هل جمّل الله الدنيا فقط لفتنة الناس ، هل هذا ما نقتبسه من القرآن فقط ، مثلما نقتبس الكثير من النصوص ونترك غيرها ، يقرأ الكثير ” إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا … ” وينسى الآيات العظيمة التي تحرك العقول لتؤمن بالله إيمانا عقليا ينفذ للروح ! ننسى ” إن في خلق السماوات والأرض … ” و ” وفي الأرض آيات للموقنين … ” ، ” أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السماوات والأرض إلا بالحق … ”

 

عندما نتخذ من النصوص أجزاء نقتبسها لنخلد رؤية تهيئها لنا أنفسنا وما أحاط بنا ونظنها الحق لا يعني أننا بالفعل رأينا الحق ، نحن نتقوى بالمجموع بمجموع النصوص بمجموع الدلالات ، بمجموع الآيات الكونية والشرعية .

 

نتقوى جميعا بمجموع أسماء الله وصفاته ، نحب الله اللطيف ونسعى لـ اللطف ، نحب الله الحميد ونسعى لحمد المحسن ، نحب الله الغني ونسعى لإغناء الناس والاستغناء عنهم ، نحب الله القدوس ونسعى للتطهر ، ونحب الله بكل أسمائه وصفاته وآلاءه ودلالات وجوده ورحمته سبحانه  .

 

لا نتقوى فقط عندما نرى أن الدنيا شيء بغيض لابد من كرهه ، لا نتقوى عندما نسعى للفكاك من العلائق الدنيوية ومن ضمنها العلائق الدنيوية المتلبسة بالزهد ، التعلق ( بالراحة وعدم الاجتهاد ) التعلق بـ ( قطع العلاقة بالناس ) ، التعلق بـ ( تفريغ القلب من الخلق ) لأنك غير قادر على تحمل تبعات أن يوجد في نفسك مكانة لأناس كُثر  . هذه الأمور قد تكون في ظاهرها من التعلق بالدنيا لكنها حقيقة مكاره لذلك لا غرابة أن يكون حسن الخلق من أقوى أسباب دخول الجنة .

 

سيكون الحزن رفيقا لبعض مشاهد الزهد المغلوط التي نقرأ عنها وتصور لنا ، وسيكون الحزن رفيقا لمن تعلق بأمر دنيوي صرف ! نفس النتيجة لكن اللبوس تغير فقط ، ونفس ما يحرك النفس لكن الكلمات تغيرت !

 

سنحب الحياة لا تعلقا دنيويا من حيث المقصد والغاية ، بل سنحبها لأنها تقوينا على إظهار الكرامة الإنسانية ، سنحبها لأنها وسيلة لتحقيق التنافس و الإعمار ، والتبليغ إلى المقصد ، ونسأل الله حسن القبول والإعانة على ذكره وشكره وحسن عبادته

 

هذه هي مادة التقوية ، والله أعلم .

الثلاثاء 4 / 9 / 1430هـ  

الصفحة التالية «